دوره الصخور [ بالتفصيل ] !
إن تكون الصخور بأنواعها الثلاث الرئيسة (النارية والرسوبية والمتحولة) يرتبط بصورة وثيقة بالعمليات الداخلية للأرض المتمثلة بحركة الأطباق الأرضية الحادثة في الغلاف الصخري نتيجة لنشاط تيارات الحمل في الغلاف الضعيف، وكذلك يرتبط بالعلميات الخارجية المتمثلة بالتعرية والنقل والترسيب الحادثة في الغلاف الصخري نتيجة لنشاط الغلافين المائي والهوائي .
والشكل يبين كيفية انتقال الصخور من نوع إلى آخر بفعل عمليات عديدة (داخلية وخارجية). فعند تصلب الصهير نتيجة لعملية التبريد تتكون الصخور النارية، والتي تتعرض لعمليات تعرية تؤدي إلى تفتيتها ونقلها وترسيبها مكونة الرواسب التي سرعان ما تدفن تحت رواسب جديدة فتتصلب مكونة الصخور الرسوبية. هذه الصخور الرسوبية إذا تعرضت لحرارة و/ أو ضغط فأنها تصبح صخوراً متحولة، أو ربما تتعرض لعمليات رفع ونشاط عمليات التعرية من جديد وبالتالي تكوين صخور رسوبية جديدة. الصخور المتحولة المتكونة إذا تعرضت لعملية الإذابة فأنها تكون الصهير الذي يتصلب مكوناً صخور نارية، أما إذا تعرضت إلى التعرية فأنها تكون صخور رسوبية. نلاحظ من الشكل أن الصخور الرسوبية لا يمكن أن تصبح صخوراً نارية بصورة مباشرة وذلك لأنها تتعرض إلى الحرارة أولاً التي تجعلها صخوراً متحولة ومن ثم تصبح صهيراً يتصلب ليكون صخور نارية.
مقدمة :-
الصخور هي مواد صلبة ناتجة أما من تجمع معدن واحد أو أكثر، أو من تجمع مواد معدنية مع قطع صغيرة من صخور أخرى، أو من تجمع مواد عضوية صلبة. هذا يعني أن الصخور تتكون من عدد من الحبيبات المعدنية المنفردة ـ ليس من الضروري أن تكون من نوع واحد ـ أو من حبيبات معدنية زائد قطع صخرية، وجميعها متماسكة بثبات مع بعضها في كتلة واحدة. تقسم الصخور اعتماداً على طريقة تكونها إلى ثلاث أصناف هي: الصخور النارية والصخور الرسوبية والصخور المتحولة .
تصنيف الصخور :-
(1) الصخور النارية (Igneous Rocks):
وهي تنشأ من تصلب مادة سلكاتية ذائبة تعرف بالصهير (Magma). وعند خروج الصهير إلى سطح الأرض فانه يعرف بالحمم (lava). وكلمة (Igneous) من أصل لاتيني (Ignis) وتعني نار (Fire). تقسم الصخور النارية بصورة رئيسة إلى نوعين اعتماداً على العمق الذي تتكون فيه الصخور والذي يعكس بدوره حجم البلورات المعدنية المكونة للصخرة النارية، هذين النوعين هما: الصخور النارية الجوفية والصخور النارية الخارجية.
الصخور النارية الجوفية (Intrusive Igneous Rocks): هي التي تتكون من تصلب الصهير تحت سطح الأرض. ولأنها تتكون نتيجة لعملية التبريد البطيء للصهير فأن بلوراتها تملك فرصة جيدة للنمو، لذلك تكون ذات أحجام كبيرة ممكن مشاهدتها بالعين المجردة، مكونة نسيجاً صخرياً يعرف بالنسيج الفانيري (Phaneritic Texture).
هذا النوع من الصخور يعرف أيضاً بالصخور النارية البلوتونية (Plutonic Igneous Rocks) نسبة لـ (Pluto) اله العالم السفلي عند الإغريق.
الصخور النارية الخارجية (Extrusive Igneous Rocks):
هي التي تتكون من تصلب الصهير فوق أو بالقرب من سطح الأرض. ولأنها تتكون نتيجة لعملية التبريد السريع فأن بلوراتها لا تملك فرصة جيدة للنمو، لذلك تكون ذات أحجام صغيرة يصعب تميزها بالعين المجردة، مكونة نسيجاً صخرياً يعرف بالنسيج الأفانيتك (Aphanitic Texture) أو أحياناً نسيجاً زجاجياً (Glassy Texture).
هذا النوع من الصخور يعرف أيضاً بالصخور النارية البركانية (Volcanic Igneous Rocks) لأنها عادة تتكون نتيجة لتصلب الحمم البركانية.
(2) الصخور الرسوبية (Sedimentary Rocks):
وهي تنشأ من تماسك الرواسب (Sediments) المفككة التي تتكون نتيجة لعمليات التعرية (التفتيت والنقل) والترسيب، سواء كانت رواسب فتاتية أو كيميائية أو عضوية. هذه العمليات تتكون بسبب نشاط الرياح والمياه والجليديات. تقسم الصخور الرسوبية اعتماداً على نوعية الرواسب المكونة للصخرة إلى ثلاث أنواع هي: الصخور الرسوبية الفتاتية، والصخور الرسوبية الكيميائية، والصخور الرسوبية العضوية.
الصخور الرسوبية الفتاتية (Clastic Sedimentary Rocks):
تتكون نتيجة لتصلب الفتات الصخري والقطع المعدنية التي تتفتت نتيجة للعمليات الجوية وتنقل وتترسب ومن ثم تتصلب. وكلمة (Clastic) مشتقة من الكلمة الإغريقية (Klastos) التي تعني مكسر (Brocken).
الصخور الرسوبية الكيميائية (Chemical Sedimentary Rocks):
تتكون نتيجة لتصلب الرواسب الناتجة من المحاليل المائية المشبعة، والذي يحصل كنتيجة لبعض التفاعلات اللاعضوية في المياه.
الصخور الرسوبية العضوية (Organic Sedimentary Rocks):
تتكون من تجمع هياكل الكائنات البحرية أو بقايا النباتات وتماسكها، وهي عادة ما تكون مترافقة مع رواسب أخرى فتاتية أو كيميائية والتي تعمل كمادة لاحمة تربط قطع المواد العضوية مع بضها مكونة الصخور الرسوبية العضوية، لذلك يعد هذا النوع من الصخور في بعض المصادر تابعاً لكل من النوعين السابقين.
(3) الصخور المتحولة (Metamorphic Rocks): تنشأ من تغير مكونات أو معدنية أو نسيج أو تركيب أنواع صخرية أقدم سواء كانت صخور نارية أو رسوبية أو متحولة نتيجة لتغير الظروف الفيزيائية (الضغط ودرجة الحرارة) أو الظروف الكيميائية (تركيز بعض العناصر الكيميائية). هذا التغير يحدث في الحالة الصلبة. وكلمة تحول (Metamorphism) مشتقة من الإغريقية وتعني تغير الشكل (Change of form). تقسم الصخور المتحولة اعتماداً على وجود أو غياب المعادن الطولية أو المسطحة وتوجيهها إلى نوعين: الصخور المتحولة الصفائحية والصخور المتحولة غير الصفائحية.
الصخور المتحولة الصفائحية (Foliated Metamorphic Rocks):
تتكون نتيجة ترتيب المعادن باتجاه محدد بسبب تعرضها لضغط شديد يعيد ترتيب الحبيبات الصخرية أو المعدنية، لذلك فأنها تمتاز بوجود نسيج صفائحي.
الصخور المتحولة غير الصفائحية (Non-foliated Metamorphic Rocks):
الحبيبات الصخرية أو المعدنية المكونة لهذا النوع من الصخور لا تمتاز بترتيب واضح لذلك فان نسيجها ليس صفائحياً، وهي عادة ما تتكون نتيجة لتأثير درجة الحرارة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة